تفاصيل مسلسل “سفاح التجمع”.. دراما مستوحاة من الواقع تشعل صراع الإنتاج والبطولة
في ظل ازدهار الأعمال الدرامية المقتبسة من وقائع حقيقية، يتجه الأنظار حاليًا نحو مسلسل “سفاح التجمع”، الذي يجمع بين الإثارة النفسية، والدراما البوليسية، والتشويق القائم على سرد جرائم واقعية حدثت مؤخرًا في أحد أحياء القاهرة الراقية.
العمل الجديد لا يقتصر على إعادة تمثيل جريمة معروفة، بل يسعى إلى تقديم معالجة درامية عميقة تسلط الضوء على عقلية القاتل المتسلسل ودوافعه النفسية والاجتماعية، مما يمنحه بعدًا مختلفًا عن الأعمال السابقة التي تناولت شخصيات إجرامية.
في هذا التقرير نتناول تفاصيل قصة مسلسل سفاح التجمع ، وموعد عرض مسلسل سفاح التجمع الذي يحاكي دراما واقعية تكشف الجانب المظلم في النفس البشرية التي أشعلت السباق الدرامي في 2025.
لماذا مسلسل “سفاح التجمع” مختلف عن باقي الأعمال المماثلة؟
على عكس الأعمال السابقة مثل “سفاح الجيزة”، يُركز مسلسل “سفاح التجمع” على مرحلة ما بعد ارتكاب الجرائم، حيث يبدأ السرد من لحظة الاشتباه وليس من البداية التقليدية للجريمة.
يعتمد السيناريو على تشريح نفسي داخلي للشخصية الرئيسية، بدلاً من سرد تسلسلي للضحايا والجرائم، وهو ما يمنح العمل طبيعة شبه “توثيقية – فلسفية” تختلف عن الدراما البوليسية المعتادة.
من هنا، فإن قوة المسلسل ليست فقط في واقعيته، بل في الزاوية التي يختار منها تقديم الحقيقة.
القصة: ما وراء الجرائم
رغم أن أحداث المسلسل مستوحاة من جرائم حقيقية وقعت في منطقة التجمع الخامس، فإن فريق الكتابة أكد أن العمل لن يلتزم بالكامل بالتفاصيل الواقعية، بل سيُبنى على “تصور درامي مواز”، يسمح بإعادة تخيّل السياقات، وتقديم شخصية السفاح من وجهة نظر مختلفة.
ويتناول المسلسل حياة شخص مضطرب نفسيًا، يستغل مظهره الاجتماعي المرموق للإيقاع بضحاياه، في سلسلة جرائم طالت عددًا من النساء في ظروف غامضة، قبل أن تنجح الأجهزة الأمنية في فك اللغز.
التحدي الإنتاجي: صراع حول الفكرة وحقوقها
ما يزيد من تعقيد العمل هو الجدل الدائر حول ملكية القصة، إذ تصاعد الصراع بين اثنين من صناع الدراما في مصر:
المنتج أيمن يوسف تعاقد مع المؤلف جوزيف فوزي لإنتاج المسلسل، مؤكدًا أن العمل تمت إجازته رقابيًا، وأن نسبة كبيرة منه تم تصويرها بالفعل.
من جهة أخرى، أعلن المؤلف محمد صلاح العزب عن مشروع موازٍ بالاسم نفسه، بالتعاون مع المنتج أحمد السبكي، وبدأ التحضير له بناءً على تحقيقات النيابة مع السفاح الحقيقي.
هذا الصراع يطرح إشكالية جديدة في مجال الدراما، تتعلق بحدود الاستفادة من القصص الواقعية، وهل هي ملكية عامة يمكن إعادة صياغتها من أكثر من جهة، أم أن السبق في المعالجة يمنح طرفًا حق الأولوية؟.
أبطال العمل: المفاضلة مستمرة
رغم الأنباء عن ترشيح الفنان أحمد الفيشاوي للدور الرئيسي، إلا أن اسم حسن الرداد طرح بقوة أيضًا من قبل المؤلف العزب، الذي سبق وأن كتب مسلسل “سفاح الجيزة”، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول من يجسد الدور بشكل رسمي.
ومن المفارقات اللافتة أن أحمد فهمي، بطل “سفاح الجيزة”، تم استبعاده من المشروع مبكرًا، على ما يبدو لتفادي المقارنة المباشرة بين العملين، رغم نجاحه السابق في تقديم الشخصية السيكوباتية.
تأثير المنصات الرقمية في انتشار هذا النوع من الدراما
أصبحت المنصات الإلكترونية مساحة رائجة للأعمال القصيرة والمكثفة، التي لا تعتمد على الحلقات المطوّلة، وتشير التقديرات إلى أن مسلسل سفاح التجمع سيُعرض على إحدى المنصات الرائدة، مثل:
- شاهد VIP
- WATCH IT
- أو حتى إحدى المنصات العالمية مثل نتفليكس أو أمازون برايم
وسيشكل هذا العمل استكمالًا لموجة درامية تتوسع بسرعة في الوطن العربي، تعيد تمثيل الجرائم الواقعية في إطار فني، يجمع بين التحقيق، التحليل، والإثارة النفسية.
هل يعزز “سفاح التجمع” مكانة الدراما المستوحاة من الواقع؟
لا شك أن نجاح هذا العمل سيفتح الباب على مصراعيه أمام الدراما التوثيقية القائمة على جرائم واقعية، خاصة أن الجمهور بات يميل لهذا النوع من القصص المعاصرة، التي تعكس واقعًا قريبًا منه.
ويُنتظر من المسلسل أن يُثير نقاشًا واسعًا بعد عرضه، ليس فقط عن القضية التي يتناولها، بل أيضًا عن حدود التناول الأخلاقي لهذه القصص، ومسؤولية الفن في التعامل مع الجرائم كموضوعات درامية.
مسلسل سفاح التجمع ليس مجرد عمل درامي جديد، بل هو تجربة جريئة تخوضها الدراما المصرية لإعادة صياغة الجريمة كقصة تُروى، وليست مجرد حادثة تُستعرض.
وبين الجدل حول أحقية القصة، وترقب الجمهور لبطلها، وخصوصية معالجتها، يتوقع أن يكون هذا المسلسل محور نقاش واسع عند عرضه، وأحد أكثر الأعمال المثيرة للجدل في 2025.